موجزة عن المناذرة:
المناذرة: المناذرة سلالة عربية حكمت العراق قبل الإسلام. ثمة هجرات تدريجية حدثت بعد خراب سد مأرب في اليمن بعد "سيل العرم"، أي بدءاً من أواخر الألف الأول قبل الميلاد. فكان من هذه الهجرات هجرة تنوخ التي منها بنو لخم (المناذرة) إلى العراق واتخاذهم الحيرة عاصمة لهم ومن مدنهم في العراق النجف وعاقولا وعين التمر والنعمانية وأبلة والأنبار وهيت وعانة وبقة.
لقد كوَن المناذرة مملكة قوية من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للمالك العربية العراقية التي سبقتها مثل مملكة ميسان ومملكة الحضر، وقد امتد سلطان مملكة المناذرة من العراق ومشارف الشام شمالاً حتى عمان جنوباً متضمنة البحرين وهجر وساحل الخليج العربي. استمرت مملكتهم في الحيرة من (266م-633م). احتل الفرس تلك المملكة في مهدها فأصبحت مملكة شبه مستقلة وتابعة للفرس مع ذلك أكملت الحيرة ازدهارها وقوتها. وقد كان لهذه المملكة دور مهم بين الممالك العربية فقد كان لها صلات مع الحضر وتدمر والأنباط والقرشيين فكانت الآلهة في هذه المدن هي نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل، ومما يؤكد ذلك الروايات الكثيرة بصلات جذيمة الأبرش بملكة تدمر زنوبيا مثلا وعلاقتهم وعلاقة ملوك الحيرة بملوك مملكة الحضر وأحيانا ينسب المؤرخون السلالة الحاكمة في مملكة المناذرة وهم بنو لخم إلى ملوك الحضر في العراق, وكذلك نجد في النقوش الأثرية مثل نص أم الجمال الذي كتب بخط نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة ملك تنوخ" وهذا يدل على صلاتهم الواسعة بالممالك العربية الأخرى هذا سوى الروايات الكثيرة من المؤرخين، وكان لمملكة المناذرة سوق من أشهر أسواق العرب يقام في الحيرة وفي دومة الجندل يتبادل فيه التجار البضائع ومنها البضائع الفارسية التي يجلبها تجار المناذرة وكذلك يتبادلون الأدب والشعر والخطب. أطلق ملوك المناذرة على أنفسهم لقب "ملوك العرب" ومن المؤكد أن نقش قبر امرؤ القيس الأول المتوفى سنة (288م) مكتوب عليه "هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم". وهذا الحاكم له إنجازات عظيمة من تكوين أسطول بحري في البحرين هاجم مدن فارسية إلى سيطرته على مدن تمتد من العراق حتى نجران.
وكانت كتابة شاهد قبره الذي عثر عليه حديثا هي من أقدم الكتابات بالخط العربي الحالي عثر عليها لذلك يعتقد العلماء أن الحيرة هي مهد الخط العربي ويؤيد هذا الرأي المؤرخ البلاذري حيث ينسب الكتابة العربية إلى الحيرة والأنبار. كانت الحيرة قاعدة عسكرية كذلك فقد ساند المنذر بن قابوس الجيش الفارسي في حربهم ضد الرومان في معركة "كالينيكوم" قرب الرها في تركيا حاليا. يروي ابن قتيبة الحرب الشهيرة بين المناذرة والغساسنة في "يوم حليمة" في بصرى جنوبي سورية هي مضرب للأمثال على شهرتها (ما يوم حليمة بسر).
ازدهرت المسيحية النسطورية في بلاد المناذرة ومما سهل ذلك ترحيب الأكاسرة الساسانيين بهذه الطائفة المسيحية التي تعاديها المسيحية الأرثوذوكسية، عقيدة أعدائهم البيزنطيين ومع ذلك فإن الأرثوذكس كان لهم أيضا أسقفيتان عربيتان هما أسقفية عاقولا وأسقفية الحيرة. ويعلم المسلمون أن النبي محمد بشر بفتح الحيرة عند حفر الخندق وتم ذلك فقام المسلمون بفتح الحيرة. شارك المناذرة في مناصب في الخلافة الإسلامية بإيجابية فكان منهم بنو عباد من ملوك الطوائف في الأندلس وبنو الورد حكام بنزرت في تونس والعديد من الشخصيات المهمة والشعراء.
والقصة التي سأذكرها هي من قصص الملك النعمان بن المنذر وهو:
النعمان بن المنذر من ملوك الحيرة تولى الملك بعد عمرو بن عنه ويكنى أبا قابوس وهو ممدوح النابغة الذبياني وحسان بن ثابت وحاتم الطائي مات في السنة الثامنة قبل الهجرة بعد أن ترك عبادة الأوثان (عبادة الأحجار)وعبادة الأصنام (عبادة التماثيل) والمجوسية (عبادة النار) ودخل في النصرانية.
المناذرة: المناذرة سلالة عربية حكمت العراق قبل الإسلام. ثمة هجرات تدريجية حدثت بعد خراب سد مأرب في اليمن بعد "سيل العرم"، أي بدءاً من أواخر الألف الأول قبل الميلاد. فكان من هذه الهجرات هجرة تنوخ التي منها بنو لخم (المناذرة) إلى العراق واتخاذهم الحيرة عاصمة لهم ومن مدنهم في العراق النجف وعاقولا وعين التمر والنعمانية وأبلة والأنبار وهيت وعانة وبقة.
لقد كوَن المناذرة مملكة قوية من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للمالك العربية العراقية التي سبقتها مثل مملكة ميسان ومملكة الحضر، وقد امتد سلطان مملكة المناذرة من العراق ومشارف الشام شمالاً حتى عمان جنوباً متضمنة البحرين وهجر وساحل الخليج العربي. استمرت مملكتهم في الحيرة من (266م-633م). احتل الفرس تلك المملكة في مهدها فأصبحت مملكة شبه مستقلة وتابعة للفرس مع ذلك أكملت الحيرة ازدهارها وقوتها. وقد كان لهذه المملكة دور مهم بين الممالك العربية فقد كان لها صلات مع الحضر وتدمر والأنباط والقرشيين فكانت الآلهة في هذه المدن هي نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل، ومما يؤكد ذلك الروايات الكثيرة بصلات جذيمة الأبرش بملكة تدمر زنوبيا مثلا وعلاقتهم وعلاقة ملوك الحيرة بملوك مملكة الحضر وأحيانا ينسب المؤرخون السلالة الحاكمة في مملكة المناذرة وهم بنو لخم إلى ملوك الحضر في العراق, وكذلك نجد في النقوش الأثرية مثل نص أم الجمال الذي كتب بخط نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة ملك تنوخ" وهذا يدل على صلاتهم الواسعة بالممالك العربية الأخرى هذا سوى الروايات الكثيرة من المؤرخين، وكان لمملكة المناذرة سوق من أشهر أسواق العرب يقام في الحيرة وفي دومة الجندل يتبادل فيه التجار البضائع ومنها البضائع الفارسية التي يجلبها تجار المناذرة وكذلك يتبادلون الأدب والشعر والخطب. أطلق ملوك المناذرة على أنفسهم لقب "ملوك العرب" ومن المؤكد أن نقش قبر امرؤ القيس الأول المتوفى سنة (288م) مكتوب عليه "هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم". وهذا الحاكم له إنجازات عظيمة من تكوين أسطول بحري في البحرين هاجم مدن فارسية إلى سيطرته على مدن تمتد من العراق حتى نجران.
وكانت كتابة شاهد قبره الذي عثر عليه حديثا هي من أقدم الكتابات بالخط العربي الحالي عثر عليها لذلك يعتقد العلماء أن الحيرة هي مهد الخط العربي ويؤيد هذا الرأي المؤرخ البلاذري حيث ينسب الكتابة العربية إلى الحيرة والأنبار. كانت الحيرة قاعدة عسكرية كذلك فقد ساند المنذر بن قابوس الجيش الفارسي في حربهم ضد الرومان في معركة "كالينيكوم" قرب الرها في تركيا حاليا. يروي ابن قتيبة الحرب الشهيرة بين المناذرة والغساسنة في "يوم حليمة" في بصرى جنوبي سورية هي مضرب للأمثال على شهرتها (ما يوم حليمة بسر).
ازدهرت المسيحية النسطورية في بلاد المناذرة ومما سهل ذلك ترحيب الأكاسرة الساسانيين بهذه الطائفة المسيحية التي تعاديها المسيحية الأرثوذوكسية، عقيدة أعدائهم البيزنطيين ومع ذلك فإن الأرثوذكس كان لهم أيضا أسقفيتان عربيتان هما أسقفية عاقولا وأسقفية الحيرة. ويعلم المسلمون أن النبي محمد بشر بفتح الحيرة عند حفر الخندق وتم ذلك فقام المسلمون بفتح الحيرة. شارك المناذرة في مناصب في الخلافة الإسلامية بإيجابية فكان منهم بنو عباد من ملوك الطوائف في الأندلس وبنو الورد حكام بنزرت في تونس والعديد من الشخصيات المهمة والشعراء.
والقصة التي سأذكرها هي من قصص الملك النعمان بن المنذر وهو:
النعمان بن المنذر من ملوك الحيرة تولى الملك بعد عمرو بن عنه ويكنى أبا قابوس وهو ممدوح النابغة الذبياني وحسان بن ثابت وحاتم الطائي مات في السنة الثامنة قبل الهجرة بعد أن ترك عبادة الأوثان (عبادة الأحجار)وعبادة الأصنام (عبادة التماثيل) والمجوسية (عبادة النار) ودخل في النصرانية.
واليكم القصة:
خرج النعمان بن المنذر يوماً في رحلة صيد على فرسه اليحموم (معنى اليحموم:الأسود اللون) فأجراه على أثر حمار وحشي ، فذهب به فرسه لمكان بعيد ولم يتمكن من إيقافه ، ولم يقدر عليه ، وأنفرد عن أصحابه ، ثم أمطرت السماء وهدأت فرسه ، فطلب ملجأ يلجأ إليه ، فتوجه إلى بيت رآه ، فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ، ومعه امرأة له ،فقال لهما : هل من مأوى؟ فقال حنظلة: نعم ، وخرج إليه فأنزله من على الفرس ، ولم يكن للطائي غير شاة ، ولم يكن يعرف الملك النعمان بن المنذر ، فقال الطائي لزوجته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أظنه إلا رجل من أشراف قومه فما الحيلة؟ قالت عندي شيء من طحين كنت ادخرته ، فاذبح الشاة وسأخبز هذا الطحين ، فخبزت الطحين ، وقام الطائي إلى شاته فحلبها ، ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مضيرة (المضيرة : أن يطبخ اللحم باللبن البحت الصريح حتى ينضج اللحم وتخثر المضيرة) فأطعمه من لحمها وسقاه من لبنها واحتال حتى وجد لبناً فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته.
فلما أصبح النعمان لبس سلاحه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيء أطلب ثوابك أنا الملك النعمان!
فقال الطائي: أفعل إن شاء الله.
ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة ، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابه نكبة وجهد ،وفاقة شديدة ، وساءت حاله ، فقالت له امرأته : لو أتيت الملك لأحسن إليك ، فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة وهو لا يعلم أن المناذرة كان لهم يومان يوم سعد ويوم بؤس فإذا قابلوا أحداً في يوم سعدهم لم يبخلوا عليه بشيء وصار من أفضل ندمائهم وإذا قابلوا أحداً في يوم بؤسهم فإنهم يقتلونه ويصلبونه ويقدمون لحمه ودمه للأوثان والأصنام فكان الناس لا يقابلون النعمان في يوم بؤسه، فوافق يوم قدوم الطائي على النعمان يوم بؤس النعمان ، ووجد الطائي نفسه مقبوضاً عليه بين يدي جند النعمان والنعمان واقف في خيله في السلاح.
فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكان الطائي ، فوقف الطائي بين يدي النعمان فقال له: أنت الطائي المقبوض عليه؟ قال: نعم . قال النعمان : أفلا جئت في غير هذا اليوم؟ فقال الطائي: وما كان علمي بهذا اليوم؟ فقال النعمان والله لو ظهر لي في هذا اليوم ابني قابوس لم أجد بداً من قتله ، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فانك مقتول! فقال الطائي: وما اصنع بالدنيا بعد الموت؟ فقال النعمان: انه لا سبيل إليها . فقال الطائي: إن كان لا بد فاجلني حتى أذهب لأهلي وأبنائي واتركهم عند من يتولى أمرهم وأوصي بهم وأهيئ حالهم فقال النعمان: أقم لي كفيلاً يضمن حضورك فإذا تأخرت قتلناه ، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو وكان شريك من أحب واقرب الناس إلى النعمان بن المنذر حتى انه كان يخلف في غزواته وقال له وهو واقف إلى جنب النعمان بن المنذر:
ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة ، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابه نكبة وجهد ،وفاقة شديدة ، وساءت حاله ، فقالت له امرأته : لو أتيت الملك لأحسن إليك ، فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة وهو لا يعلم أن المناذرة كان لهم يومان يوم سعد ويوم بؤس فإذا قابلوا أحداً في يوم سعدهم لم يبخلوا عليه بشيء وصار من أفضل ندمائهم وإذا قابلوا أحداً في يوم بؤسهم فإنهم يقتلونه ويصلبونه ويقدمون لحمه ودمه للأوثان والأصنام فكان الناس لا يقابلون النعمان في يوم بؤسه، فوافق يوم قدوم الطائي على النعمان يوم بؤس النعمان ، ووجد الطائي نفسه مقبوضاً عليه بين يدي جند النعمان والنعمان واقف في خيله في السلاح.
فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكان الطائي ، فوقف الطائي بين يدي النعمان فقال له: أنت الطائي المقبوض عليه؟ قال: نعم . قال النعمان : أفلا جئت في غير هذا اليوم؟ فقال الطائي: وما كان علمي بهذا اليوم؟ فقال النعمان والله لو ظهر لي في هذا اليوم ابني قابوس لم أجد بداً من قتله ، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فانك مقتول! فقال الطائي: وما اصنع بالدنيا بعد الموت؟ فقال النعمان: انه لا سبيل إليها . فقال الطائي: إن كان لا بد فاجلني حتى أذهب لأهلي وأبنائي واتركهم عند من يتولى أمرهم وأوصي بهم وأهيئ حالهم فقال النعمان: أقم لي كفيلاً يضمن حضورك فإذا تأخرت قتلناه ، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو وكان شريك من أحب واقرب الناس إلى النعمان بن المنذر حتى انه كان يخلف في غزواته وقال له وهو واقف إلى جنب النعمان بن المنذر:
يا شـريـك يا بن عــــمــرو هل من الموت محالة
يا أخـا كــل مصــــــــــــاب يا أخا من لا أخـــا له
يا أخـا كــل مصــــــــــــاب يا أخا من لا أخـــا له
يا أخــا النعـمان فك اليوم ضـيـفـاً قــد أتــى لــه
فأبى شريك أن يتكفل به فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد بن أجدع فقال للنعمان : هو علي . فقال النعمان أتكفله؟ قال : نعم فجعله ضماناً للطائي لمدة سنة يعود بعدها الطائي أو يذبح الضامن ، وأعطى للطائي خمسمائة ناقة فمضى الطائي إلى أهله ، فلما حال الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا هالكاً غداً فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى فإن غداً لناظره قريب
فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورجاله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتي الغريين وهما صنمان الأول على هيئة نسر (المذكور في سورة نوح) والثاني على هيئة العزى (كان يعبده أكثر العرب وكان صنماً بوادي نخلة) وسمي الغريين بذلك لان المناذرة كانوا يغرون بهما دماء القرابين فوقف الملك النعمان بن المنذر بين الغريين وأمر بقراد فأحضر وأمر بقتله فقال له وزراءه : ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه فتركه إلى نهاية اليوم رغم أن النعمان كان يتمنى موت قراد بن أجدع ليفلت الطائي من الموت فلما حان وقت غروب الشمس وقراد قائم على النطع والسياف إلى جنبه حتى أقبلت امرأته وهي تقول:
أيا عين بكي لي قراد بن اجدعا رهيناً لقتل لا رهيناً مودعا
فبينما هم كذلك أمر النعمان بقتل قراد فقيل له ليس لك ذلك إلا أن انتهى اليوم ودخل الليل فأصر النعمان على قتله فظهر لهم من بعيد رجل كهيئة السراب قد أتى مسرعاً فقالوا له ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو فكف عن قتله حتى وصل إليه الرجل ويا للمفاجأة ! لم يكن ذلك الرجل سوى الطائي المحكوم عليه بالموت!! فلما نظر إليه النعمان قال له: ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل؟ قال: الوفاء. قال : وما دعاك إلى الوفاء؟ قال: ديني قال وما دينك؟ قال : ديني ما كان عليه عيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعده اسمه احمد قال النعمان : ومتى يظهر ذلك الرسول؟ فقال الطائي هذا وقت ظهوره فقال النعمان : اعرض علي دينك فعرض الطائي دينه على النعمان وكان الطائي على نفس دين ورقة بن نوفل فتنصر النعمان وتنصر أهل الحيرة أجمعون وترك القتل منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السنة وأمر بهدم الغريين (تمثال نسر وتمثال العزى بالحيرة) وعفا عن قراد والطائي واستعد لاستقبال الدين الجديد الذي حدثه به الطائي والنبي المنتظر الذي سيظهر في جزيرة العرب وقال: والله ما ادري أيهما أوفى وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه ؟ والله لا أكون الأم الثلاثة ولاتبعن الدين الجديد إذا ظهر. ولم يكن يعلم بظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقتها بمكة منذراً لعشيرته الأقربين في بداية الدعوة وحدث للنعمان الآتي بعد أن تنصر:
وكان للمناذرة حظوة كبرى عند ملوك فارس وكان من اسباب تلك الثقة تزكيتهم عند كسرى بواسطة احد اجداد زيد بن عدي المذكور في اول القصة والذي كان الكاتب والمترجم لكسرى في ما بين اللغة الفارسية واللغة العربية وكان ذريته يقومون بهذه المهام بعد موته واغرب ما حدث هو ان احد اجداد المناذرة تسبب في قتل احد اجداد زيد بن عدي واجداد زيد بن عدي كانوا سببا في قتل اجداد النعمان بن المنذر ويتبين من ذلك ان العداوة كانت قديمة في ما بينهم وزيد بن ثابت قام بايغار صدر كسرى على النعمان بن المنذر بعد ان الغى العمان يوم الشؤم واتبع الطائي في دينه وتنصر بعد ان كان مجوسياً في قصة رائعة ساذرها بعد الانتهاء من موضوع البرامكة ، والنصرانية كانت دين الغساسنة الموالين للروم الخصم اللدود للفرس وكسرى اراد ان يتأكد من تنصر النعمان بن المنذر فاشار عليه زيد بن عدي بمصاهرة النعمان وان تلك افضل وسيلة لمعرفة خبر النعمان ، وقد اشار زيد بذلك لان زيدا كان يعلم ان العرب كانوا ينظرون للفرس نظرة دونية ولا يرون في مصاهرتهم الا العار وكان رد النعمان كما توقع زيد فاوغر زيد صدر كسرى على النعمان وعلى المناذرة رغبة في الانتقام منهم وصور النعمان بالملك المستقل الذي لا يتبع كسرى في شيء وكأن كسرى بدعمه المالي للمناذرة كالخائف المهلوع الذي لا يتأخر عن تنفيذ طلبات النعمان وذكر لكسرى ان النعمان يزعم انه ملك العرب جميعاً فاستشاط غضب كسرى الا انه طلب مصاهرة النعمان فلما جاءه الرد على لسان زيد بن عدي استشاط غضباً وجهز مكاناً لحبس الفيلة ليكون حبساً للنعمان بن المنذر فلما ادخل النعمان للحبس ادخلوا عليه الفيلة وهي في حالة هياج واغلقوا الباب فوطئت الفيلة النعمان حتى مات دهساً تحت أرجل الفيلة. وكانت تلك عقوبة من ترك المجوسية من الفرس والتحق بدين آخر ، وبالنسبة لدولة الفرس كانت تحكم اكثر جزيرة العرب واجزاء من افريقيا وملك الحبشة النجاشي كان تابعاً لدولة فارس فلما تبين لهم تنصرهم باليمن ارسلوا اليهم سيف ذي يزن الذي طردهم عن اليمن واعادهم الى الحبشة بعد ان كانوا ملوكا على اليمن.
ولنتعرف بشكل أكبر على المناذرة سنذكر في ما يلي أشهر ملوكهم وفي الموضوع الذي يليه سنذكر جميع ملوكهم منذ انهيار سد مارب وسكنهم بالعراق إلى إنتهاء مملكة الحيرة ودخولها في الاسلام بعد معركة القادسية.
أشهر ملوك المناذرة
ملوك الحيرة
كان للحيرة عدة ملوك كلهم من المناذرة وكان منهم الملوك المشهورين المعروفين وكان منهم آخرين لا نجد لهم ذكراً كثيراً في التاريخ اما عن الملوك المعروفين فهم كالتالي:
مالك بن غنم
قيل انه اول ملوكهم وقيل غير ذلك
جذيمة بن مالك
وقد حكم الحيرة بعد مالك بن غنم ولده جذيمة الملقب بجذيمة الأبرش أو جذيمة الوضّاح وله فضل كبير في توحيد قبائل العرب في المنطقة وقد ذكر عنه الطبري انه كان من أفضل ملوك العرب رأياً وأبعدهم مغاراً وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما وأول من استجمع له الملك بالعراق وضم إليه العرب فغزا بالجيوش في تلك الحقبة كما ذكر المسعودي عنه فقال انه أول من ملك الحيرة ويقصد بتلك الصيغة وانه صاحب النديمين وهما مالك وعقيل ولذلك قصة مفادها إنهما هما اللذان وجدا عمرو بن عدي ابن أخت جذيمة في البادية حينما كان هاربا فأعاداه إلى الملك مما أفرحه كثيرا ولما أمر بإعادة الطوق الذي كان يطوق به وجدوه قد صغر عليه وأضحى ضيقا وهنا قال عبارته الشهيرة التي ذهبت مثلا فقال (شَبَّ عمرو عن الطوق) , لذا فقد أكرمهما جذيمة وقربهما إليه وباتا نديمين له بحسب طلبهما منه كجزاء لهما , ومالك هو الذي أشار إليه متمم بن نويرة في رثائه الشهير حيث كان أخاه الذي قتله القائد خالد بن الوليد في معارك وحروب الردة التي جرت بالمنطقة ومنها العراق.
وقد دام حكم جذيمة نحو 60عاما وقد عاصر في زمانه حاكم بلاد فارس وهو كسرى المسمى سابور اشك وأما عن زواجه فقد ورد انه تزوج من الزباء الغسانية (والتي قتلها بعد ذلك قصير بن اجدع الذي اطلق عليه المثل (لامر ما جدع قصير انفه) وهي التي خانته وقتلته أو خططت لقتله وهي من بلاد الشام وبدا إن تلك الزيجة لم تك إلا محاولة فاشلة كغيرها لرأب الصدع بين المناذرة والغساسنة وان لذلك إحداثيات تاريخية مفقودة تحاكي أسباب فشل تلك المحاولات في جمع الشمل والإصلاح بين الطرفين المتحاربين في ذلك العهد.
وعن عمره عند وفاته بمقتله قيل انه كان يناهز أل 118 عاما...
عمرو بن عدي
وقد حكم بعد مقتل خاله جذيمة رغم انه لم يكن متنفذا في زمن حكم خاله الذي دام زهاء ستون عاما لكن بدا انه كان الأجدر بالحكم من بعده وقد ذكر عنه الطبري انه كان أول من اتخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب وان أول من مجّده أهل الحيرة في كتبهم وكتاباتهم من ملوك العرب بالعراق هم آل نصر والذين كانوا ينسبون إليه فتقوى موقفه كثيرا لذا فلم يزل عمرو ملكا حتى توفي وهو ابن مائة وعشرين عاما منفردا بسلطته وملكه مستبدا بأمره يغزو المغازي ويصيب الغنائم الكثيرة وتفد عليه الوفود دهره الأطول وهو لم يدين لملوك الطوائف بالعراق ولم يدينوا له حتى قدم اردشير بن بابك في أهل فارس وكان قد أغار ملك الحضر والجزيرة الضيزن بن معاوية بن العُبيد بن قضاعة ومعه قبائل قضاعة حين فتحوا مدينة نهر شير الفارسية (بهرسير) وفتك في أهلها وعندها أصاب أي حصل على أخت كسرى سابور ذي الأكتاف حينذاك
وفي ذلك قال عمرو بن السليح القضاعي
لقيناهم بجمع من علاف
وبالخيل الصلادمة الذكور
فلاقت فارس منا نــكالا
وقتلنا هرابذ بهرسيـــــــر
دلفنا للأعاجم من بعيد
بجمع في الجزيرة كالسعير
وتوفي عمرو وله من العمر 120 عاما وخلفه ولده..
امرؤ القيس بن عمرو
وهو أول من حمل هذا الاسم الشهير كملك وحاكم في تاريخ العراق والعرب وقد كان رجلا شجاعا مهابا وان له كبير الفضل على العرب فهو أول ملك عربي تمكن من توحيد العرب بعموم قبائلهم العربية في العراق وسورية والحجاز ونجد واليمن وقد حكم جزيرة العرب برمتها مع أطرافها حين تولى الحكم بعد والده عمرو وقد كان له عدة ألقاب منها امرؤ ألقيس الأول وامرؤ القيس البدء والمحرّق ومحرّق الحرب ومسعّر الحرب وقد دام حكمه طويلا وقد تمكن فيه من توحيد العرب وقد عاصر ملوك فارس من أيام سابور ابن اردشير وبعده ستة من أحفاده وحتى زمن سابور ذي الأكتاف وقد توفي في عام 223م ودفن في النمارة بسوريا وقد اختلف في حكمه انه حكم 114 عاما أو توفي وله من العمر كذلك ووجد قبره بسوريا في زمننا المعاصر وعليه نقوش بالكتابة العربية الأولية وهي ما تسمى بنقش النمّارة ولا يزال يحمل تلك النقوش حتى اليوم وهي/-
1/ تي نفسي مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو اسر التج.
2/ وملك الأسد ونزرا وملوكهم وهرب مذحجو عكدي* وجا
3/بزجى في حبج نجرن مدينة شمر وملك معد ونزل بنيه.
4/ الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه.
5/عكدي. هلك سنة يوم بكسلول بلسعد ذو ولده.
* وتعني القوة
الحارث بن عمرو
وقد حكم بعد وفاة شقيقه امرؤ ألقيس ودام حكمه 87 عاما كان حكمه فيها امتدادا لمن سبقه ولم يميز بشيء فيما دونته أقلام التاريخ .
أوس بن قلام
وقد حكم بعد الحارث بن عمرو ودام حكمه خمسة أعوام.
عمرو بن امرؤ ألقيس
وقد حكم بن امرؤ ألقيس البدء هذا فكان حكمه قد دام حكمه أربعين عاما وهو كسابقه.
امرئ ألقيس بن عمرو بن امرؤ ألقيس البدء
وقد حكم قرابة خمسة وعشرون عاما قاتل فيها الفرس طيلة مدة حكمه وقد توفي على أيام ملك الفرس يزدجرج
النعمان بن امرئ ألقيس
وقد خلف والده في الحكم ولقب بفارس حليمة و النعمان الأعور أو النعمان السائح وأبى قابوس ولتلك الألقاب فكل لقب له قصه وهو صاحب قصري الخورنق والسدير الشهيرين بالعراق وهما كما هو معلوم مضرب للحديث عند العرب والجزيرة وقد كان هذا الملك رجلا شجاعا حكيما ومحاربا قويا حازما ومن أهل الغيرة والنجدة والنخوة وقد كان له كتائب من الجيش معروفة أخبارها أشهرها دوسر والشهباء إضافة لأخريات وقد اشتهرت دوسر بشدة محاربيها البواسل حتى قيلت فيها الأمثال( ابطش من دوسر) وقد حكم29 عاما حتى434م حيث ترك الملك بمليء إرادته عندما ساح في البوادي لقصته المعروفة..
المنذر بن النعمان
وقد خلف والده النعمان في الحكم حتى عام473م قرابة الأربعون عاما وقد اشتهر بفروسيته وشجاعته وغزوه لبلاد الروم في تركيا...
الأسود بن المنذر بن النعمان
وقد خلف والده المنذر في عام 473م وحتى493م وحكم نصف مدة والده تقريبا وقد كان الأسود رجلا شهيرا بفروسيته وشجاعته وإقدامه بالحرب وقد حارب غازيا في سوريا واسر عددا من أمراء الغساسنة وهنا أغراه ابن عمه أبو اذينة بقصيدة شهيرة يحرضه فيها على قتل هؤلاء الأسرى لأنهم كانوا قد قتلوا أخاه وكان آخرها البيت الشهير
لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها
إن كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا
المنذر بن المنذر
وقد خلف أخاه الأسود فحكم حتى عام 500م.
النعمان بن الأسود بن المنذر
وقد خلف عمه بالحكم ولم يدم حكمه طويلا فكان قرابة أربعة أعوام وقد عاصر حكم كسرى قباذ في فارس وهو والد كسرى انو شروان وفي أيامه دخلت قبائل تغلب وبكر إلى العراق وتوفي في 504م.
علقمة بن جعفر
وهذا الآخر لم يدم حكمه أيضا فقد حكم قرابة ثلاثة أعوام من504م وحتى507م.
امرؤ ألقيس بن النعمان
وقد حكم من 507م وحتى514م وهو الذي خلّف بن ماء السماء بعده.
المنذر بن امرؤ ألقيس(المنذر بن ماء السماء)
وقد خلف والده في514م فحكم حتى 533م وقد كان رجلا محاربا شجاعا حارب الروم كما احتل سوريا ووصل حتى أنطاكية ودخل لبنان وحارب كندة وعرف بالمنذر بن ماء السماء والسبب إن والدته وهي من ( النمر بن قاسط) يقال لها ماء السماء لجمالها الخارق وحسنها واسمها مارية بنت عوف وقد تزوج المنذر من هند بنت الحارث بن عمرو الكندي من ملوك كندة في جنوبي العراق والأحساء والقطيف فولدت له ثلاثة أبناء وهم الأول عمرو بن هند المعروف بمضرط الحجارة (سمي بذلك لجبروته وشدة سطوته) وهو الذي قتله فيما بعد الشاعر الفارس عمرو بن كلثوم والثاني هو قابوس المعروف بقينة العرس أما الثالث فهو المنذر بن المنذر ومن المعروف إن هذا الرجل أي المنذر بن ماء السماء هو أشهر من حكم العراق في غابر الأيام
يومي البؤس والنعيم عند المنذر
المنذر بن ماء السماء هو صاحب الاعتقاد بهذين اليومين واصل ذلك انه لما ندم على قتله نديميه عند سكره فاقسم على أن يتخذ اليومين في كل عام كذكرى يعدم فيها أو يكرم من يصادف مروره عليه وهو قائم بين الغريين (تمثال نسر وتمثال العزى) وقد قال عبيد بن الأبرص قبل أن يقتله المنذر لأنه أتاه في يوم بؤسه/
وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه
خصالا أرى في كلها الموت قد برق
كما خيرت عاد من الدهر مرة
سحائب ما فيها لذي خبرة انــــــــــــــــق
ولقد حارب هذا الملك الروم حتى تمكن من تحرير سورية من أيديهم ووضع يده عليها ثم واصل حتى أنطاكية كما دخل لبنان وجلب منها الأسرى إلى العراق وفيهم 400 راهبة وفي أثناء غزواته ضد الروم قامت كندة بانتهاز الفرصة فهاجم رجالها العراق لغزوه ولما وصلت أخبار ذلك إليه قرر غزوها انتقاما منها فتوجه نحو مضارب كندة فأسر وقتل12 أميرا من أمرائها وكان من بين الأسرى أيضا الشاعر الشهير امرؤ ألقيس الكندي الذي افلت فيما بعد وليهرب من أسره ولقد كان غالب جيش المنذر من قبائل بكر العربية ومنهم بنو شيبان حيث كان يعتمد عليهم وحدهم وقد قال فيهم شعرا نورد منه :
ملوك من بني عمر بن حجر
يساقون العشية يقتلونـــا
فلو في يوم معركـــة أصيبوا
ولكن في ديار بني مرينــا
ولم تغسل جماجمهم بغسل
ولكن في الدماء مرملينــا
تظل الطير عاكفة عليهـــم
وتنتزع الحواجب والعيونا
كما يذكر تلك الحادثة الشاعر البكري العراقي صاحب المعلقة الشهيرة الحارث بن حلزة فيقول
ومع الجون جون بني الأوس
عنود كأنها دوفــــــــــــــاء
ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولوا
شلالا وإذ تلظى الصــــــلاء
يوم اوارة
ولكن حدث أن تمردت فيما بعد على المنذر قبيلة بنو شيبان العربية فهاجمهم وقتل منهم عددا كبيرا من المقاتلين وهذا ما يؤكد على وجودهم كعرب بالعراق قبل الإسلام وفي تلك الحادثة يقول الأعشى
سبايا بني شيبان يوم اوارة
على النار إذ تجلى به فتيانها
مقتل المنذر
لقد قتل المنذر غيلة وغدرا على مذبح كيد واحتراب الغساسنة والمناذرة في عين أباغ على الفرات على مسافة مائة كلم جنوب شرقي حلب في سورية على يد شمر بن عمرو الحنفي الذي أرسله الملك الغساني الحارث بن جبلة عندما أرسل القاتل مع مجموعة من الفتيان المتنكرين الذين عملوا حيلة مع امرأة يقال لها حليمة على إنهم خارجين على الملك الغساني وإنهم مستجيرين بالمنذر فلما اطمأنوا لنجاح حيلتهم قاموا في ليلتهم تجاه مخدع المنذر وهجموا عليه وقتلوه فقيل (ما يوم حليمة بسرّ)
فذهبت مثلا بالمنطقة وتمكن الغساسنة أيضا من اسر احد أبناء المنذر واسمه امرؤ ألقيس وبعد ذلك ثارت بكر وتمكنت بغارة لها على الشام أن تحرر ابن الملك المغدور بعد أن سيطروا على كامل سوريا من جديد واسروا الملك الغساني وفي تلك الحادثة الشهيرة يشير الحارث بن حلزة شاعر بكر مفتخرا في معلقته التي نظمها وألقاها أمام الملك عمرو بن هند
فيقول:
وفككنا غل امرئ ألقيس عنه بعد ما طال حبسه والعناء
واقدناه رب غسان بالمنـــذر كرها إذ لا تكال الدمـــــــاء
وفي هذه المعركة أيضا اخذ عمرو بن هند ابنة الملك الغساني واسمها ميسون أسيرة لديه ثم تزوجها فيما بعد وقال الحارث في ذلك أيضا:
إذ احل العلياء قبة ميسون
فأدنى ديارها العوصــاء
في رثاء المنذر قالت ابنته
وقلوا فارسا منكم قتلنـــا
فقلنا الرمح يكلف بالكريم
فكان قسيمها خير القسيم
بعين أباغ قاسمنا المنايا
عمرو بن المنذر( عمرو بن هند)
وقد حكم بعد المنذر ولده عمرو في533م ودام حكمه حتى578م وهو الذي سمي بعمرو بن هند ولقب بالمحرق الثاني وأشهر ما لقب به هو لقب مضرط الحجارة وهو ما يدل على قوته وجبروته لكنه كان قد بالغ في الكبرياء ومسته العظمة حتى انه تصور إن بإمكانه السيطرة على الناس أجمعين وقد كان مرهف الحس عصبي المزاج وسبب له ذلك الكثير من المشاكل وخاصة مع الشعراء كالمتلمس وقصته مع طرفة بن العبد عندما هجاه شهيرة فهو الذي أمر بقتل طرفة لقوله في قصيدته ومنها البيتين
فليت لنا مكان الملك عمرو***رغوثا حول قبتنا تخور
من الزيرات أسبل قادماها *** وضرتها مركبة تـــدور
كما يقال إن الملك عمرو غضب أيضا على طرفة لأنه تغزل بزوجته عندما قال
ألا أيها الظبي ألـــذ*** ي تبـــــدو ثنايـــــــــــاه
ولولا الملك القاعــ*** د قد الثمني فـــــــــــــاه
غير إن طرفة هجا الملك أيضا ووصفه بالقسوة والظلم وقد ذم قصر السدير وأهله
أبى القلب أن يهوى السدير وأهله*** وان قيل عيش بالسدير غرير
فلا انذر الحي الذي نزلوا بــــــــه*** واني لمن لم يأته لنذيـــــــــر
ولا ننسى أن نذكر هجاء الشاعر العراقي المتلمس للملك عمرو بأبيات لاذعة نورد منها فقط
قولا لعمرو بن هند غير متئب*** يا أخنس الأنف والأضراس كالعدس
كما قال في قصيدة أخرى
الَكَ السدير وبارقٌ*** ومرابض ولك الخورنق
وحتى
ما الليوث وأنت جامعها***برأيك لا تفــــــــرق
والظلم مربوط بأفنية *** البيوت أغر أبلــــــق
كما قالت الخرنق وهي أخت طرفة بعد موت عبد بن عمرو بن بشر وهو الذي وشى بأخيها أبياتا نورد منها
ألا هلك الملوك وعبد عمرو*** وخليت العراق لمن بغاها
كما قالت معاتبه الملك عمرو بن هند عندما طرد ابن عمها عمرو بن مرثد
ألا من مبلغ عمرو بن هند ***وقد لاتعدم الحسناء ذاما
وحتى
الست ترى القطا متواترات***ولو ترك القطا ليلا لناما
وقد كانت نهاية ذلك الملك على يد شاعر تغلب الكبير وفارسها عمرو بن كلثوم صاحب المعلقة الشهيرة حين دعا الملك يوما لضيافته فارس تغلب مع والدته ليلى بنت المهلهل وقد كان والدها رجلا من أعزاء العرب وكان الملك قد اتفق مع والدته أن تأمر كلثوم بما يقلل من قدرها وفعلا تمت الزيارة وبينما كان الملك يجالس ضيفه الشاعر الفارس وإذا بصوت والدته كلثوم تصرخ واذلاّه بسبب إن أم الملك قد أمرتها أن تناولها طاسة أو قدحا من الماء فقام الفارس عمرو من فوره إلى سيف الملك المعلق على الجدار وسحبه وضرب به هامة الملك عمرو بن هند وارداه قتيلا صريعا في قصره وهنا صار عمرو بن كلثوم مضربا للأمثال بين العرب كلها فيقال( افتك من عمرو بن كلثوم)
وفي ذلك قال الشاعر ألتغلبي صريم بن معشر والملقب بافنون:
لعمرك ما عمرو بن هند وقد دعا ***لتخدم ليلى أمه بالموفـــــــق
فقام ابن كلثوم إلى السيف مصلتا***وامسك من ندمانه بالمخندق
وبعد هذه الحادثة نظم الشاعر عمرو بن كلثوم معلقته المشهورة التي ألقاها في بني قومه والتي مطلعها
ألا هبي بصحنك فاصبحينا*** ولا تبقي خمور الاندرينا
وقد أكثر التغلبيون من حفظ وإلقاء وترديد هذه القصيدة حتى قال بعض الشعراء فيهم
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة*** قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
يفاخرون بها مذ كان اولهــــم*** يا للرجال لفخر غير مـسؤوم
قابوس بن المنذر
بعد أن قتل عمرو بن هند وصل إلى الحكم أخيه قابوس بن المنذر الذي حكم من عام578م وحتى581م ثم خلفه أبا زيد لمدة عام واحد
المنذر بن المنذر بن ماء السماء
وقد حكم قرابة أربعة أعوام أي حتى 585م
النعمان بن المنذر أبو قابوس
وهو من أشهر ملوك الحيرة بالعراق وقد دام حكمه من عام 585م وحتى613م وقد بلغت دولة المناذرة في حكمه أوج الرخاء والازدهار وقد كان النعمان يلبس في رأسه تاجا مرصعا بالنفائس وعاصر كسرى هرمز وكسرى ابرويز وفي أيامه حدثت واقعة ذي قار بين عرب العراق والفرس والتي انتهت بهزيمة الفرس التي حدثت في بداعية عام 613م أي في العام الثاني للهجرة النبوية وكان كسرى ابرويز قد غدر بالنعمان واخلف وعده بالصلح حين دعاه لزيارته بعد حدث مقتل مترجمه عدي بن زيد الذي أمر النعمان بقتله عندما ثبتت عليه الخيانة فذهب الملك النعمان إلى كسرى ولكنه ما أن وصل قام بحبسه في ساباط وهي إحدى مدن المدائن وبقي في سجنه حتى وفاته عندما أمر كسرى من حقده على النعمان بإلقائه تحت أرجل الفيلة لتصفيته جسديا والخلاص منه وهناك من يفسر الأمر برمته على انه حدث لسبب آخر وهو أن العرب في تلك المرحلة قد تزايد نفوذهم في سوريا والعراق يدفعهم في ذلك وجود منطلق كيان لهم وحكم ومركز في الحيرة مما يعطيهم الحق في الدفاع عن حقوقهم على الأرض كأمة وهذا ما يؤكده صراعاتهم المستمرة مع الروم والفرس وقد تهافت الشعراء على النعمان باستمرار ويجب أن نعلم إن حراك الشعراء كان في ذلك العصر بمثابة وسائل إعلام وما يشبه وكالات الأنباء والصحف كانت تشيد بقوة النعمان ومجد العرب في الحيرة مما أغاظ الفرس كثيرا وجعل كسرى يفكر في فرض الاحتلال على العراق رسميا عندما أرسل عميله إياس بن قبيصة الذي حكم حتى618م ثم عزله كسرى وأرسل حاكما فارسيا ليحكم في العراق واسمه زاديه والذي حكم حتى628م ثم عاد الحكم للمناذرة عندما حكم العراق المنذر بن النعمان الملقب بالغرور وهو الذي وقع أسيرا في البحرين أثناء حروب الردة فاسلم وأبدل لقبه من الغرور إلى المغرور وانتهى حكمه في 632م وبذا يكون هو آخر ملوك المناذرة الذين حكموا العراق في الحيرة...
ومما ذكره الطبري (إن الحيرة خربت بعد هلاك بختنصر لتحول الناس عنها إلى الانبار وبقيت خرابا إلى أن عمرت في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها منزلا له) ,,,
صدى النعمان في الأدب العربي
قال فيه الأعشى
فداك وما أنجى من الموت وبه***بساباط حتى مات وهو محزرق
وقال فيه أيضا
هو المدخل النعمان بيتا سماؤه***نحور فيول بعد بيت مســــردق
في إشارة لحادثة مقتله الشنيعة تحت أقدام الفيلة وهي التي عادت لتحدث لعين السبب بعد خمسة قرون مع المعتصم ولكنها حدثت تحت أقدام الخيل وبأيدي الأوباش المغول,,
وقد رثاه الشاعر لبيد بن ربيعة العامري في قصيدة نورد منها
له الملك في ضامي معد وأسلمت***إليه العباد كلها ما يحاول
وقد رثاه احد أبنائه وهو المحرّق مخاطبا كسرى فقال
قولا لكسرى والخطوب كثيرة***إن الملوك بهرمز لم تجبر
وقد رثاه زهير ابن أبي سلمى في قصيدة مطلعها
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى
من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليــــــــــــا
ورثاه أيضا هانيْ بن مسعود الشيباني بطل ذي قار فقال
وتجبى إليه السيلحون ودونها***صريفون في أنهارها والخورنق
من هجاء مالك بن نويرة للنعمان بالسابق ولكن بدا إنه طموحا وملتويا فقد عاد وتمرد في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه
لن يذهب اللؤم تاج قد حبيت به***من الزبرجد والياقوت والذهب
وقد مدحه إعرابي ناصحا عندما تولى الحكم
إذا أسست قوما فاجعل الجــود***بينهم وبينك تامن كل ما يتخوف
فان كشفت عند الملمات عورة***كفاك لباس الجود ما يتكشـــــف
كما مدحه النابغة الذبياني
الم تر إن الله أعطاك ســورة***ترى كل ملك دونها يتذبـــذب
كأنك شمس والملوك كواكب***إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وفي موضع آخر
أنبئت إن أبا قابوس أوعدني***ولا قرار على زأر من الأسد
مهلا فداء لك الأقوام كلهــــم***وما أثمر من مال ومن ولــد
وقد قال المنخّل اليشكري ذاكرا المجد العربي بالعراق بأيام النعمان بقصيدة رائعة نورد مطلعها
إن كنت عاذلتي فسيري***نحو العراق ولا تحوري
شقائق النعمان الشهيرة
خرج النعمان يوما إلى البرية فوجد أورادا ملونة فقال ما أحسنها احموها فحموها فسميت شقائق النعمان
ديانة النعمان
لقد كان النعمان وثنيا في أول عهده ثم تنصّر في 593م مما يدل على استقلاليته من الفرس وتحديه لهم خصوصا وان المسيحية كانت هي ديانة الروم أعدائهم آنذاك وقد كان نسطوريا لذلك طرد اليعاقبة من مملكته وقوى النسطورية وقد كانت ابنته الحرقة نصرانية ومترهبة وهي التي وصفت حالها لسعد بن أبي وقاص بعد القادسية قائلة
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا***إذا نحن فيه سوقة نتنصف
فأف لدنيا لا يدوم نعيمـــــــــــها*** تقلب تارات بنا وتصـــرف
سيرة وميول النعمان
لقد كان النعمان أديبا وشاعرا وصديقا محبا للشعراء والخطباء وكان من أصدقائه زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني ولبيد العامري وعمرو بن معد يكرب الزبيدي وعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل وعمر بن الشريد السلمي والحارث بن الظالم المري والحارث بن عباد البكري وقيس بن مسعود البكري وحاجب بن زرارة التميمي واكثم بن صيفي وهؤلاء هم اخطب واشعر العرب في ذلك العصر وقد دخل النابغة الذبياني يوما على النعمان وهو من اخلص أصدقائه فألقى فيه شعرا فتهلل وجه النعمان بالسرور فأمر أن يحشى فاهه جوهرافقال النعمان بمثل هذا فلتمدح الملوكوفي موقف آخر دخل النابغة على النعمان يوما فقال أيها الملك أيفاخرك صاحب غسان,,,فوالله لقفاك أحسن من وجهه ولشمالك أجود من يمينه ولامك خير من أبيه ولغدك اسعد من يومه فضحك النعمان وقال من يلومني على حب النابغة وقد كان للنعمان حاجبا اشتهر في أيامه واسمه عصام وهو الذي قيل فيه المثل(نفس عصام سودت عصاما) وقد ذكره النابغة
فاني لا ألومك في دخول***ولكن ماوراءك يا عصام
ملوك الحيرة حسب تسلسل حكمهم الزمني
سأذكر فيما يلي اسماء جميع ملوك الحيرة حسب تسلسل حكمهم الزمني بما فيهم المناذرة من اول ملك حينما اسست الحيرة لآخر ملك حينما امتهت مملكة الحيرة بمعركة القادسية وفيما يلي اسماؤهم:
1.ربيعة بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث . . اللخمي :
وهو الذي سار باهله وبنيه من سد مأرب الى الحيرة واسس دولتهم هناك على اثر رؤيا رآها وهالته كان تفسير تلك الرؤيا انهيار سد مأرب وقد دام حكمه ثلاثين سنة.
1.ربيعة بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث . . اللخمي :
وهو الذي سار باهله وبنيه من سد مأرب الى الحيرة واسس دولتهم هناك على اثر رؤيا رآها وهالته كان تفسير تلك الرؤيا انهيار سد مأرب وقد دام حكمه ثلاثين سنة.
2.مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ:
ذكر صاحب كتاب تحفة الأعيان أن مالك بن فهم هو الملك المذكور في سورة الكهف الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً حينما كان مسئتقراً بالبحرين (المنطقة الشرقية حالياً) وقد قتل هذا الملك ابنه المسمى سليمه بعد ان عاش بالعراق عشرين سنة.
3.عمرو بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ:
تولى الملك بعد مقتل شقيقه مالك بن فهم على يد ابنه سليمه وكان ملكة خمسة وعشرين سنة وكانت سيرته حسنة.
4.جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ:
كنيته أبو جذيمة ولقب بالأبرش لبرص كان فيه فخاف العرب تسميته بالابرص فقالوا الابرش والوضاح وجذيمة هذا ضم العرب اليه وغزا بالجيوش وكان له صنمان يقال لهما الضيزنان (الغريان) وهما تمثال نسر المذكور في سورة نوح وتمثال العزى وهو صنم كان يعبد بالجاهلية كان بوادي نخلة ، وقد سرقت قبيلة اياد هذين الصنمين ولم تعدهما له الا بشرط الكف عن غزو هذه القبيلة ، وذكر انه تنبأ وتكهن واتخذ المنجنيق و وضعه على الحصون كما انه اول من غزا بالليل من الملوك واول من رفع الشمع له وهو اول من حذا بالنعال. وكان مغتراً بنفسه لا ينادم أحداً ويقول :انا اعظم من ان انادم الا الفرقدين فلما عثر مالك وعقيل ابنا فارج بن مالك بن الشام على ابن اخته عمرو بن عدي بن نصر جعلهما نديمين لمدة اربعين سنة كاحسن ما تكون المنادمة حتى انهما طوال اربعين سنة لم يعيدا عليه حديثا سمعه او حدثاه به سابقاً فكل يوم له حديث مختلف طوال اربعين سنة فلم يجد جزيمة الابرش وسيلة للتقرب من الاصنام اعظم من ان يذبح صديقيه ويقدمهما هدية للاصنام فقتلهما وذبح الاول وغرا بدمه صنم نسر وذبح الثاني وغرا بدمه صنم العزى فمنذ ذلك الوقت سمي الضيزنان (الصنمين) بالغريين
لانه غرا دماء صاحبيه بهما. وكانت نهايته حينما قتل ملك العرب عمرو بن الظرب بن حسان العمليقي وبعد قتله ملكت ابنته الزباء وعزمت على الانتقام منه فدعته للزواج منها فانطلت عليه الحيلة وذهب للزواج منها ثم ما ان رأته حتى قتلته وانتقمت لقتل ابيها.
5.عمرو بن عبد الجن بن عائذ الله بن أسعد بن سعد بن كثير بن جرم الجرمي:
هو قائد جيش جذيمة الابرش ووزير دفاعه خلف جذيمة بعد مقتله وملك بعده الحيره فنازعه عمرو بن عدي اللخمي وهو ابن اخت جذمة وغلبه على الامر فيما بعد وقد اورد الطبري تفصيل ذلك: قدم قصير اللخمي بعد فراره على فرسه العصا اثر وقوع جذيمة في الكمين الذي نصبته الزباء الى عمرو بن عدي وكان بالحيرة فقال له : قصير اداثر ام ثائر فقال له عمرو : لا بل ثائر سائر فذهبت مثلاً ، ووافق قصير الناس وقد اختلفوا ، فصارت طائفة منهم مع عمرو بن عبد الجن الجرمي ، وجماعة مع عمرو بن عدي ، فاختلف بينهما قصير حتى اصطلحا ، وانقاد عمرو بن عبد الجن لعمرو بن عدي ومال اليه الناس.
6.عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غمم بن نمارة بن لخم:
من سلالة نصر بن ربيعة جد ملوك الحيرة الأول ، استطاع بمساعدة تخطيط قصير اللخمي قتل الزباء كان مستبداً مثل خاله جذيمة الابرش ، وكان مستقلا عن الفرس في حكمه وقد دام حكمه خمسين سنة.
7.امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن عمارة بن لخم:
ولي ملك الحيرة بعد موت ابيه عمرو بن عدي وهو اول من تنصر من آل نصر بن ربيعة وعمال الفرس دام حكمه ثمانية وخمسين عاماً. كان عاقلاً شجاعاً مهيباً اتسع ملكه وخافته القبائل وقد نعت بالمحرق لانه كان يحرق اعدائه ومناؤيه وكان يضع وسماً على الملوك الذين يأسرهم وكان ملكه واسعاً انتد الى جزيرة العرب.
8.الحارث بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن عمارة بن لخم:
ولي الملك بعد وفاة اخيه امرؤ القيس ودام حكمه سبعاً وثمانين عاماً واطلق عليه المحرق أيضاً وهو من الملوك غير المشهورين.
9.عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن عمارة بن لخم:
زادت مدة حكمه عن خمسين سنة عزل عن الملك وفر الى بلاد الشام اثر قيام سابور ذي الاكتاف باضطهاد العرب وعين بدلاً منه اوس بن قلام ملكاً على الحيرة
10.المنذر بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن عمارة بن لخم:
لما فر اخوه عمرو بن امرؤ القيس ملك الحيرة الى ان عين الفرس اوس بن قلام العمليقي فطرده اوس بن قلام عن الحيرة.
11.أوس بن قلام بن بطينا بن جهير (جمهر) وقيل بن جماهر بن لحيان من بني الحارق بن كعب بن مذحج ، وقيل انه من بقايا العمالقة من ولد فاران بن عمرو بن عمليق بن لاوذ بن نوح عليه السلام:
ملكه سابور على الحيرة ودام حكمه خمس سنوات ثم قتل في عهد بهرام بن سابور
12.جحجبا بن عتيك اللخمي :
قام بقتل أوس بن قلام وولي مكانه بتشجيع من بعض اعيان الحيرة. وهو من الملوك غير المشهورين.
13.رجل من العماليق:
تولى الملك بامر الفرس استرضاء لاقارب اوس بن قلام و لا يعرف مدة حكمه وهو من الملوك غير المشهوريم.
14.امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
ولاه الفرس فمكث في الملك خمساً وعشرين سنة الى ان مات ، وكان اذا اسر ملكاً وسم وجهه بالنار.
15.النعمان بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
ولي الملك ايام يزدجرد الأثيم والنعمان هذا هو صاحب قصر الخورنق الشهير الذي بناه البناء الرومي سنمار وقتله به الانتهاء من البناء وقد استمر بناء القصر خمساً وعشرين سنة. وكانت له كتيبتان الاولى كتيبة الدوسر والتي اشتهرت بالشدة والعنف حتى قيل ابطش من دوسر والثانية كتيبة الشهباءكان يفد اليه سادة الاحياء ايام الربيع ويقيمون عنده شهراً فيبدلون رهائنهم وينصرفون الى احيائهم بعد ان يطعمهم شهراً كاملاً وامتد حكمه الى بلاد الشام قرب دمشق وجزيرة العرب وعرف النعمان هذا بالاعور لعور كان بعينه وعرف بالسائح لكثرة سياحته بالارض جلس النعمان يوماً في في مجلسه في قصره الخورنق فاشرف منه على البساتين والانهار في يوم ربيع فقال لوزيره :هل رأيت مثل هذا المنظر قط؟ فقال الوزير : لا لو كان يدوم فقال النعمان: فما الذي يدوم؟ فقال الوزير: ما عند الله في الآخرة قال: النعمان فيم ينال ذلك ؟ قال الوزير: بتركك الدنيا وعبادة الله فترك ملكه من ليلته ولبس المسوح وخرج هارباً لا يعلم به واصبح الناس ولم يروهوكان ملكه الى ان تركه وساح تسعاً وعشرين سنة وأربعة أشهر ثم ما لبث ان اختطف النعمان وقتل على يد الفرس الذين كانوا يراقبون ما يجري في الحيرة ومنها سماح النعمان للاديان الاخرى بالعبادة في الحيرة وترك المجوسية وعدم الالتزام بها كدين رسمي لاهل الحيرة .
16.المنذر بن النعمان بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
ولي الملك بعد اختفاء والده النعمان ودام حكمه اربعاً وأربعين سنة كان شجاعاً ذو مراس في القتال وصل بجيشه وعسكره الى القسطنطينية وعقد صلحا مع الروم ثم عاد للحيرة.
17.الأسود بن المنذر بن النعمان بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غمم بن نمارة بن لخم:
استمر حكمه عشرين سنة ثم اخذه الفرس وسجنوه لما رأو انه يريد محاربتهم ودام سجنه عشرين سنة منها عشر سنين في زمن فيروز بن يزدجرد واربع سنين في زمن بلاش بن يزدجرد وست سنين في زمن قباذ بن فيروز بن يزجرد.
18.المنذر بن المنذر بن النعمان بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
حكم بعد الاسود بن المنذر بن النعمان وهو من الملوك غير المشهورين.
19.النعمان بن المنذر بن المنذر بن النعمان بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
دام حكمه خمساً وثلاثين ينة ولم تذكر عنه كتب التاريخ شيئاً وهو من الملوك غير المشهورين.
20.النعمان بن الأسود بن المنذر بن النعمان بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
ملك اربع سنين كان شجاعاً مقداماً بلغ عدد اسراه بالرها وقت اجتماع الناس لجني العنب خمسمائة وثمانية عشر الفاً عدا من قتلوا وقد غنم هذا الملك غنائم هائلة تفوق الوصف مات بسبب شجاعته حيث كان في مقدمة جيشه ورأى جماعة قد نهبوا الحيرة وسلبوها اثناء غزوه فقاتلهم واصيب في رأسه ثم ادركه جنده وقتلوهم الا انه ظل يعاني من اصابته في رأسه وتوفي بعدها بفترة.
21.ابو يعفر بن علقمة بن مالك بن عدي بن الذميل بن ثور بن اشرس أسس بن ربى بن نمارة بن لخم:
عين بشكل مؤقت لحين انتهاء حرب الفرس مع الروم ثم عزل وولي مكانه امرؤ القيس بن النعمان الاعور (السائح)
22.امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
هو باني الحصن الذي يقال له الصنبر ، كان يغزو قبائل ربيعة وينكل فيهم ومنهم اصاب ماء السماء وكانت تحت ابي صوط الحظائر ثم انه ترك الحزم في غزوة من غزواته فثارت به بنو بكر بن وائل فهزموا رجاله واسروه وبقيت تلك العداوة في نفوس بكر بن وائل الى ان وهى امر قباذ فعندها ارسلت بكر الى الحارث بن عمرو بن حجر فملكوه وحشدوا له ونهضوا معه حتى اخذ الملك ودانت له العرب
23.امرؤ القيس بن امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
تولى الحكم لفترة قصيرة جاء بعدها اخوه المسمى المنذر بن ماء السماء
24.المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
يكنى بذي القرنين ويكنى أبا قابوس كان من المع ملوك المناذرة وامتد حكمه خمسين سنة واستولى على فلسطين والشام واجزاء من تركيا اضافة لجزيرة العرب وظل يقاتل الروم خمسين سنة ولا يهادنهم ومن غير الممكن ان نذكر سيرته وجميع اعماله فالنقام ضيق لا يتسع للشرح لذا فقد ذكرت اعماله في رؤؤس اقلام وبعبارات مختصرة فقد كان ملكاً شجاعاً صبوراً داهية ذا موهبة عسكرية فذة ومتمرساً في فنون القتال شديد الاخلاص للفرس وكان يتصرف باستقلالية تامة.
25.الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي:
الحارث بن عمرو هو جد امرؤ القيس بن حجر الشاعر الجاهلي ، كان الحارث ملكاً على قبائل كندة واحلافها وكان على عداء مع ملوك الحيرة استولى على حكم الحيرة بعد ان اعتدى المناذرة عليه وعلى اهل بيته فسار اليهم وهم في حالة غزو واحتل الحيرة وجلس فيها خمسين سنة الى ان جاءه المنذر بن ماء السماء وطلب منه الزواج من ابنته فوافق واعاد النعمان للحيرة وجعله تابعاً له ل لدولة فارس في وقت ضعف وخور دولة فارس وانشغالهم بالحرب مع الروم البيزنطيين.
26.المنذر بن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
توجه لقتال الحارث الكندي انتقاماً لما فعله الحارث بابيه من انتزاع ملك الحيرة وجعله تابعاً له فعزم على مقاتلة الحارث طالباً بثأر ابيه والتقوا بمرج حليمة واقتتلوا ساعة شد لبيد على الأسود فضربه ضربة فألقاه عن فرسه وانهزم اصحابه في كل وجه.
27. عمرو بن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
هو عمرو بن هند بن حجر الكندي وهو كندي من جهة امه وامه لميس من كندة لقب بمضرط الحجارة وهو لقب يشير قوته وشدة بأسه فقد كان شريراً حقوداً وكان يسمى المحرق وقد هجاه بعض الشعراء لحماقته ومما يدل على حماقته قصة قتله ، وقصة قتله مشهورة وهي:
انه اراد ان يدعو عمرو بن كلثوم وامه ليلى بنت المهلهل بن ربيعة فجاء عمرو بن كلثوم في فرسان تغلب ونزل على شاطيء الفرات فضرب عمرو بن هند خيمته بالقرب منه ودعا وجوه مملكته فصنع لهم طعاماً وقربه اليهم واقام لامه وضيفتها ليلى قبة بجانب السرادق ، وكان قد اضمر وامه ان يذلا ليلى بنت المهلهل واتفقا على ان تبعد امه خدمها وتطلب من ليلى بعد الفراغ من الطعان ان تناولها الأطباق فقالت ليلى لها لتقم صاحبة الحاجة الى حاجتها فألحت عليها هند فصاحت ليلى: (واذلاه ! يا تغلب) فسمعها ابنها فثار في وجه عمرو بن هند وقتله وخرج فنادى: يا آل تغلب فانتهبوا مال بن هند وخيله وسبوا النساء ولحقوا بالجزيرة.
وقيل انه قسم ايامه الى يوم بؤس ويوم نعيم .
28.قابوس بن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
استمرت مدة حكمه اربع سنوات وثمانية اشهر وهو الملك الوحيد الذي مات بشكل طبيعي
29.السهرب الفارسي ملك الحيرة:
دام حكمه سنة واحدة لحين اختيار ملك على الحيرة
30.المنذر بن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم:
شقيق عمرو بن هند كان شديد السطوة والجبروت وكان يأخذ من أموال الناس ما يعجبه فكرهه الجميع وهموا بقتله فبعث الى زيد بن حماد فاستوزره وجعل له جانباً من الحكموقتل في يوم عين اباغ
31.زيد بن حماد بن زيد بن أيوب بن محروف بن عامر بن عصية بن امريء القيس بن زيد مناة بن تميم بن مر بن اد بن طابخة بن الياس بن مضر:
اوصى به والده قبل موته لرجل من الدهاقين العظماء (التجار الكبار) يقال له فروخ بن ماهان وكان من الفرسان المقدمين عند كسرى فوضعه مع ابن له وعلمه الفارسية فلقنها وكان لبيباً فاشار الدهقان على كسرى ان يضعه على البريد في حوائجه ولم يكن كسرى يفعل ذلك الا باولاد الفرسان الكبار المقدمين عنده فكان يتولى ذلك لكسرى زماناً وهذا يعني انه نال حظاً وافراً من التعلم سواء بالنسبة للعربية او الفارسية وتعيينه على بريد كسرى يعتبر من المناصب السياسية الهامة تولى ملك الحيرة الى ان مات.
32. النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان (الاعور ، السائح) بن امرؤ القيس بن عمرو بن امرؤ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن عمارة بن لخم:
كان دميم الخلقة احمر ابرص قصير سريع الغضب أخاذاً بالوشايات قام بسجن عدي بن زيد ابن المذكور برقم (31) ثم قتله دون ان يتحقق من ذلك مما ادى الى هلاكه وكانت اخلاقه الصعبة التي اتصف بها تعبر عن عقدته التي لازمته طوال حياته. وهذا النعمان هو النعمان الوارد في اكثر قصص العرب واشهرها ويعتبر اشهر ملوكهم وهو اخر ملك من ملوك المناذرة .
وهو من أشهر ملوك الحيرة بالعراق وقد دام حكمه من عام 585م وحتى613م وقد بلغت دولة المناذرة في حكمه أوج الرخاء والازدهار وقد كان النعمان يلبس في رأسه تاجا مرصعا بالنفائس وعاصر كسرى هرمز وكسرى ابرويز وفي أيامه حدثت واقعة ذي قار بين عرب العراق والفرس والتي انتهت بهزيمة الفرس التي حدثت في بداعية عام 613م أي في العام الثاني للهجرة النبوية وكان كسرى ابرويز قد غدر بالنعمان واخلف وعده بالصلح حين دعاه لزيارته بعد حدث مقتل مترجمه عدي بن زيد الذي أمر النعمان بقتله عندما ثبتت عليه الخيانة فذهب الملك النعمان إلى كسرى ولكنه ما أن وصل قام بحبسه في ساباط وهي إحدى مدن المدائن وبقي في سجنه حتى وفاته عندما أمر كسرى من حقده على النعمان بإلقائه تحت أرجل الفيلة لتصفيته جسديا والخلاص منه وهناك من يفسر الأمر برمته على انه حدث لسبب آخر وهو أن العرب في تلك المرحلة قد تزايد نفوذهم في سوريا والعراق يدفعهم في ذلك وجود منطلق كيان لهم وحكم ومركز في الحيرة مما يعطيهم الحق في الدفاع عن حقوقهم على الأرض كأمة وهذا ما يؤكده صراعاتهم المستمرة مع الروم والفرس وقد تهافت الشعراء على النعمان باستمرار ويجب أن نعلم إن حراك الشعراء كان في ذلك العصر بمثابة وسائل إعلام وما يشبه وكالات الأنباء والصحف كانت تشيد بقوة النعمان ومجد العرب في الحيرة مما أغاظ الفرس كثيرا وجعل كسرى يفكر في فرض الاحتلال على العراق رسميا عندما أرسل عميله إياس بن قبيصة الذي حكم حتى618م ثم عزله كسرى وأرسل حاكما فارسيا ليحكم في العراق واسمه زاديه والذي حكم حتى628م ثم عاد الحكم للمناذرة عندما حكم العراق المنذر بن النعمان الملقب بالغرور وهو الذي وقع أسيرا في البحرين أثناء حروب الردة فاسلم وأبدل لقبه من الغرور إلى المغرور وانتهى حكمه في 632م وبذا يكون هو آخر ملوك المناذرة الذين حكموا العراق في الحيرة...
ومما ذكره الطبري (إن الحيرة خربت بعد هلاك بختنصر لتحول الناس عنها إلى الانبار وبقيت خرابا إلى أن عمرت في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها منزلا له) ,,,
صدى النعمان في الأدب العربي
قال فيه الأعشى
فداك وما أنجى من الموت وبه***بساباط حتى مات وهو محزرق
وقال فيه أيضا
هو المدخل النعمان بيتا سماؤه***نحور فيول بعد بيت مســــردق
في إشارة لحادثة مقتله الشنيعة تحت أقدام الفيلة وهي التي عادت لتحدث لعين السبب بعد خمسة قرون مع المعتصم ولكنها حدثت تحت أقدام الخيل وبأيدي الأوباش المغول,,
وقد رثاه الشاعر لبيد بن ربيعة العامري في قصيدة نورد منها
له الملك في ضامي معد وأسلمت***إليه العباد كلها ما يحاول
وقد رثاه احد أبنائه وهو المحرّق مخاطبا كسرى فقال
قولا لكسرى والخطوب كثيرة***إن الملوك بهرمز لم تجبر
وقد رثاه زهير ابن أبي سلمى في قصيدة مطلعها
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى
من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليــــــــــــا
ورثاه أيضا هانيْ بن مسعود الشيباني بطل ذي قار فقال
وتجبى إليه السيلحون ودونها***صريفون في أنهارها والخورنق
من هجاء مالك بن نويرة للنعمان بالسابق ولكن بدا إنه طموحا وملتويا فقد عاد وتمرد في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه
لن يذهب اللؤم تاج قد حبيت به***من الزبرجد والياقوت والذهب
وقد مدحه إعرابي ناصحا عندما تولى الحكم
إذا أسست قوما فاجعل الجــود***بينهم وبينك تامن كل ما يتخوف
فان كشفت عند الملمات عورة***كفاك لباس الجود ما يتكشـــــف
كما مدحه النابغة الذبياني
الم تر إن الله أعطاك ســورة***ترى كل ملك دونها يتذبـــذب
كأنك شمس والملوك كواكب***إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وفي موضع آخر
أنبئت إن أبا قابوس أوعدني***ولا قرار على زأر من الأسد
مهلا فداء لك الأقوام كلهــــم***وما أثمر من مال ومن ولــد
وقد قال المنخّل اليشكري ذاكرا المجد العربي بالعراق بأيام النعمان بقصيدة رائعة نورد مطلعها
إن كنت عاذلتي فسيري***نحو العراق ولا تحوري
شقائق النعمان الشهيرة
خرج النعمان يوما إلى البرية فوجد أورادا ملونة فقال ما أحسنها احموها فحموها فسميت شقائق النعمان
ديانة النعمان
لقد كان النعمان وثنيا في أول عهده ثم تنصّر في 593م مما يدل على استقلاليته من الفرس وتحديه لهم خصوصا وان المسيحية كانت هي ديانة الروم أعدائهم آنذاك وقد كان نسطوريا لذلك طرد اليعاقبة من مملكته وقوى النسطورية وقد كانت ابنته الحرقة نصرانية ومترهبة وهي التي وصفت حالها لسعد بن أبي وقاص بعد القادسية قائلة
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا***إذا نحن فيه سوقة نتنصف
فأف لدنيا لا يدوم نعيمـــــــــــها*** تقلب تارات بنا وتصـــرف
سيرة وميول النعمان
لقد كان النعمان أديبا وشاعرا وصديقا محبا للشعراء والخطباء وكان من أصدقائه زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني ولبيد العامري وعمرو بن معد يكرب الزبيدي وعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل وعمر بن الشريد السلمي والحارث بن الظالم المري والحارث بن عباد البكري وقيس بن مسعود البكري وحاجب بن زرارة التميمي واكثم بن صيفي وهؤلاء هم اخطب واشعر العرب في ذلك العصر وقد دخل النابغة الذبياني يوما على النعمان وهو من اخلص أصدقائه فألقى فيه شعرا فتهلل وجه النعمان بالسرور فأمر أن يحشى فاهه جوهرافقال النعمان بمثل هذا فلتمدح الملوكوفي موقف آخر دخل النابغة على النعمان يوما فقال أيها الملك أيفاخرك صاحب غسان,,,فوالله لقفاك أحسن من وجهه ولشمالك أجود من يمينه ولامك خير من أبيه ولغدك اسعد من يومه فضحك النعمان وقال من يلومني على حب النابغة وقد كان للنعمان حاجبا اشتهر في أيامه واسمه عصام وهو الذي قيل فيه المثل(نفس عصام سودت عصاما) وقد ذكره النابغة
فاني لا ألومك في دخول***ولكن ماوراءك يا عصام
33. أياس بن قبصة بن أبي عفراء بن النعمان بن حية بن سعنة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سفر بن هانيء بن عمرو بن الغوث بن طيء:
امه امامة بنت مسعود اخت هانيء بن مسعود الشيباني روي عنه قول الشعر وانطفأت اخباره بعد الفتح الاسلامي وكان من الذين سلموا الحيرة للمسلمين.
34:النخير جان:
بعد تنحية اياس بن قبيصة تولى النخير جان ملك الحيرة الى سنة 15هـ وانهزم مع الجيش الفارسي يوم القادسية امام المسلمين ولحقه زهير بن سليم الازدي وقتله عند دير كعب.
35.آزاذهبه بن ماهيبان بن مهرا بنداد الهمذاني:
كان على الحيرة حينما فتحها المسلمين كان من اشراف الفرس وساداتهم بيعت قلنسوته بخمسين ألفاً
وبهذا نكون قد اتينا على جميع ملوك الحيرة من المناذرة وغيرهم المشهورين وغير المشهورين.
الموضوع جدا رائع ولكن تنقصه الهوامش والمصادر كي يستفد كل من له علاقة بالموضوع .. جهد جميل. بارك الله فيكم
ردحذفالموضوع جدا رائع ولكن تنقصه الهوامش والمصادر كي يستفد كل من له علاقة بالموضوع .. جهد جميل. بارك الله فيكم
ردحذفملخص
ردحذفtry this dildos,sex toys,realistic dildo,sex toys,dog dildo,wolf dildo,dildo,cheap sex toys,sex toys Website
ردحذف